لمسات بيانية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
لمسات بيانية

جمالية المفردة في اللغة العربية و القرآن الكريم


2 مشترك

    موقف الإسلام من الشعر

    avatar
    بهاء جبارة


    المساهمات : 6
    تاريخ التسجيل : 03/03/2009

    موقف  الإسلام من الشعر Empty موقف الإسلام من الشعر

    مُساهمة من طرف بهاء جبارة الأربعاء مارس 25, 2009 1:07 am

    موقف الأسلام من الشعر


    من القضايا التي أثارها الباحثون والعلماء حول الشعر في صدر الإسلام قضيتان
    الأولى :موقف الإسلام من الشعر - والثانية : ضعف الشعر في هذا الطور
    فأما القضية الأولى فمجال البحث فيها ماجاء في القرآن والسنة من ذكر للشعر والشعراء ،ثم ما أثر عن الصحابة الأوائل من قول أو رأي في الشعر والشعراء .
    أولا ً- موقف الإسلام من الشعر :
    حتى نبحث عن موقف الإسلام من الشعر ونلجأ إلى القرآن الكريم نجد أنه قد ذكر لفظ ((الشاعر)) أربع مرات في أربع آيات كما ذكر لفظ ((الشعر))في آية واحدة وتحدث عن ((الشعراء))في آية واحدة ومن ثم يكون مجموع ماتحدث به القرآن الكريم مشيراً إلى الشعر والشعراء ست آيات .
    وفي الآيات الأربع التي ورد فيها لفظ ((الشاعر)) نجدها إما تشير إلى ماقاله المشركين في وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه شاعر ،وإما تنفي عن الرسول الكريم في آيات ثلاث إلى وصف المشركين الرسول بالشاعر وهي قوله سبحانه وتعالى (( بل قالوا أضغاث أحلامٍ ،بل افتراه ،بل هو شاعر ٌ )) الأنبياء - 5-
    وقوله (( ويقولون أئنا لتاركون آلهتنا لشاعرٍ مجنون ٍ)) الصافات -36-
    وقوله (( أم يقولون شاعرٌ يتربص به ريب المنون )) الطور -30-
    وأما نفي الشاعر عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد وقع في قوله تعالى (( وما هو بقول شاعر ٍ قليلاً ما تؤمنون )) الحاقة -41-
    كما ورد لفظ الشعر في قوله تعالى (( وما علمناه الشعر وماينبغي له، إن هو إلا ذكر وقرآن مبين )) يس-69-
    وواضح من هذه الآيات أن الله تعالى يريد أن ينفي عن الرسول الكريم صفة وصفها به المشركون وهي الشاعرية كما ينفي أن يكون القرآن شعراً وواضح أن المشركين إنما وصفوا الرسول بهذه الصفة لأنهم سمعوا منه مانزل عليه من الوحي وكان هذا الوحي ذا وقع غريب في نفوسهم فاحتاروا في شأنه ودفعتهم حيرتهم إلى صرفه إلى ماألفوه من أصناف الكلام المؤثر وهو الشعر وسجع الكهان ومن هنا وصفوا النبي الكريم بالشاعرية تارةً وبالكهانة تارةً أخرى . قال تعالى (( فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون )) الطور -29-
    وهذه الآيات لاتمس الشعر من حيث هو شعر بخير ولا بشر وإنما هي إبطال مزاعم المشركين من كون الرسول شاعراً ، أما لماذا نفى الله تعالى عن رسوله صفة الشاعرية فقد أوضحه الدكتور عبد القادر القط حين قال بتصرف وليس من العسير تعليل تأكيد القول بأن الرسول ليس شاعراً في القرآن الكريم فمن المعروف أن العرب كانوا يظنون بعقول الشعراء الظنون فيعتقدون أن بهم مساً من الجن أو أن بعض الشياطين وتلك حقائق لو لصقت بالرسول صفة الشاعر جديرة بأن تناقض معنى الرسالة ومن المعروف أن الشعراء في الجاهلية قد عرفوا بمسلك خلقي يتسم بكثير من الإسراف في اللهو والإقبال على الملذات المادية من خمر وميسر ووصف الرسول بالشاعرية يلقي عليه ظلالاً من هذه الأشياء على أن الموضع الوحيد الذي نجد فيه للقرآن موقفاً خاصاً من الشعرهو قوله عزوجل (( والشعراء يتبعهم الغاوون )) فقد جاء بعدها قوله (( ألم ترَ أنهم في كل وادٍ يهيمون وأنهم يقولون مالايفعلون )) الشعراء -224- 226-
    والمقصود بالشعراء في هذا النص هم شعراء المشركين الذين تناولوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجاء والأذى فأما من سواهم من المؤمنين فقد اسثناهم الله عز وجل فقال (( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا )) الشعراء
    يريد شعراء النبي كحسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة .
    وبناءً على هذا يمكن القول بأن موقف القرآن من الشعر ينبع من موقف الشعراء أنفسهم وهم في هذا فريقان .
    - فريق بعد عن الحق ووقف بشعره يصد عن سبيل الله ويهجو الرسول والصحابة
    - وفريق آمن بالحق ووقف يدافع عنه وعن مبلغه راداً كيد الشعراء المشركين إلى نحورهم .
    وفي ضوء هذا الموقف جاءت أقوال الرسول الكريم في الشعر فقد أثر عنه أنه قال : ( إنما الشعر كلام مؤلف فما وافق الحق منه فهو حسن ومالم يوافق الحق منه فلا خير فيه ).
    ولم يظهر للرسول الكريم موقف من الشعر إلا في أمرين :
    - الأول نهيه عن رواية الشعر الذي يذكر الأعراض ويثير كوامن الأحقاد ويشيد بالعصبية والأنساب .
    - الثاني محاربته غلبة الشعر على قلب المرء حتى يشغله عن دينه وإقامة فروضه ويمنعه من ذكر الله وتلاوة القرآن وذلك في قوله (( لئن يمتلىء جوف أحدكم قيحاً حتى يريه خير له من أن يمتلىء شعراً ) فالرسول يحارب فيه غلبةالشعرعلى قلب المرء حتى يشغله عن دينه وإقامة فروضه كما يقول ابن رشيق:<< سواءً بسواء مع كل ما يجري هذه الجرى من الشطرنج وغيره وأما غير ذلك ممن يتخذ الشعر أدبا ً وفكاهةً وإقامة مروءة فلا جناح عليه >> العمدة
    والشعر في هذا الحديث وإن كان مقصوداً لذاته فإنما هو مقيد بالغلبة والإسراف اللذين يبلغان بالمرء مبلغ المشغلة مثل الشطرنج وورق اللعب .
    ولقد كانت مواقف الرسول من الشعراء وفق هذا المنهج فقد أباح لهم قول الشعر واستمع إليه وأشاد به حيث استمع إلى النابغة الجعدي :
    أتيت رسول الله أذ جاء بالهدى ويتلو كتاباً كالمجرة نيّرا
    بلغنا السماء مجدنا وجدودنا وإنا لنرجو فوق ذلك مظهراً
    فيحس النبي في بيته الثاني روحاً جاهليةً فيقول له متساءلاً في إنكار إلى أين ياليلى ؟! فيجيبه النابغة بقوله ( إلى الجنة ) فيسر الرسور للجواب فيقول (إن شاء الله ) ثم يمضي النابغة فينشده :
    ولا خير في حلم إذا لم تكن له بوادر تحمي صفه أن تكدّرا
    ولا خير في جهل ٍ غذا لم يكن له حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
    فيعجب الرسول بجمال الشعر فيقول له في ثناء واعجاب ( لايفضض الله فاك )
    فقد ذكرت الرواة أنه استمع إلى كعب بن زهير في المسجد وهو ينشده قصيدة (( بانت سعاد)) فلما بلغ كعب قوله :
    إن الرسول لنور يستضاء به مهند من سيوف الهند مسلول
    قال له (من سيوف الله ) فأصلحها كعب .
    ونلخص من هذا كله أن موقف الإسلام من الشعر كان رهيناً بالشعراء نفسهم فهو لم يمسه فناً من الفنون ولم يحكم عليه من حيث هو شعر وإنما نظر إليه أداة ينبغي أن تسخّر لخدمة الخير وفي سبيل إرساء القيم الجديدة في المجتمع الإسلامي الجديد .

    ولينصر الله الإسلام والمسلمين
    مدرسة مادة اللغة العربية : بهاء جبارة
    مدرسة علي السليم _ حلب _ دير حافر
    أأسرة لمسات بيانية
    عبدالقادر كدرو
    عبدالقادر كدرو


    المساهمات : 14
    تاريخ التسجيل : 02/02/2009
    الموقع : http://kadrowislamic.awardspace.biz

    موقف  الإسلام من الشعر Empty الحكم الشرعي

    مُساهمة من طرف عبدالقادر كدرو الأربعاء مارس 25, 2009 1:15 am

    من الناحية الشرعية هذا هو الصواب والله أعلم

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء نوفمبر 05, 2024 9:45 pm